نعمة التوفيق
نعمة التوفيق للشيخ العلامة الرباني محمد حسن ولد الددو
كثير من الناس خلقهم الله وأعطاهم الاستطاعة والقوة والجوارح وشرع لهم قطعاً لأنه خاطبهم بهذا التشريع والأحكام وعلمهم فتعلموا ودرسوا ولكن لم يوفقهم للطاعات ، فحيل بينهم وبينها :-
إما بالكفر وإما بالفسوق والعصيان وإما بالغفلة والتسويف وطول الأمل
وإما بالإنشغال لما لا خير فيه (يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) وغير ذلك من العوارض التي تشغل الإنسان وهذه منافية للتوفيق ،أما التوفيق فإن الله يأخذ بناصية العبد فيلهمه مراضي الله (ما يرضي الله).
والتوفيق درجتان
1-الدرجة الدنيا من التوفيق أن يوفقك الله للطاعة والعبادة فقط (تدخل في نطاق العابدين)
فأنت سائر في طريق بين مقامات إياك نعبد وإياك نستعين تصلي مع المصلين تركع مع الراكعين تصوم مع الصائمين وتسمع قراءة القرآن .
2- الدرجة العليا من التوفيق أن تفعل إلا ما هو أفضل ما يرضي الله
فلا تتقرب إليه بالمفضول مع وجود الفاضل ولا تتقرب إليه بالفاضل مع وجود الأفضل بل تكون مشغول بأربح الصفقات مع الله ،
وأقرب ما يتقرب به المتقربون إليه أهم ما يرضي الله عنك فإن يكون ذلك توفيقاً أسمى وأعلى من توفيق كل الموفقين .
فلذلك فالموفقون جميعا متفاوتون في الدرجة درجات التوفيق فحسنات بعضهم هي سيئات بالنسبة للآخرين ، حسنات أصحاب الدرجة الأولى من التوفيق هي سيئات بالنسبة لأصحاب الدرجة العليا من التوفيق ولذلك يستغفرون ،
وقال الزهر وادي رحمه الله /
استغفارنا هذا يحتاج الى استغفار كثير لذلك تجدون أن الأنبياء يستغفرون وأنه تنسب إليهم الذنوب في بعض الأحيان
(أي ليست ذنوباً بمعنى المعاصي)
بمعنى إشتغال بالباطل مع وجود الأفضل أو الإشتغال بالمفضول من الطاعات مع وجود الأفضل ،
لذلك قال الله تعالى ل محمد صلى الله عليه وسلم
{إنا فتحنا لك لك فتحاً مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما}
وقال {ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك}المقصود بذلك :-
ما كان من التكاليف والطاعات دون أعلى المقامات وأعلى المستويات فهؤلاء أصحاب الدرجة العليا من التوفيق إذا أشتغلوا بما يشتغلوا به عامة العابدين والصالحين من الطاعات كانوا مسيئين ومذنبين في مقابل ذلك لأنهم وجدوا خيراً من ذلك يمكن أن يشتغلوا به .
تعليقات
إرسال تعليق