ما الذي يزيد الإيمان في القلب ؟ للشيخ / محمد حسن الددو
ما الذي يزيد الإيمان في القلب ؟ للشيخ / محمد حسن الددو
من الفضائل المهمة هي فضيلة الذكرى فهي تغذية القلوب فا لقلب إذا عدم الذكرى مات و قسى والذكرى هي ما يرقق القلوب و يقربها من بارئها سبحانه وتعالى ويرد جماحها و يهيئها للتوبةو يهيئها للتدبر والتفهم والذكرى لا يستغني عنها مؤمن فهي نفع للمؤمنين كما قال تعالى وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
والناس فيها على أربعة أقسام
القسم الأول / الذين لا يتحملون سماع الذكرى آذانهم لأن آذانهم قد طبع عليها فهم يفرون من الذكرى كما يفرون من الأسد ،هؤلاء هم المشركون ،الذين قال الله فيهم :
{ فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِینَ (٤٩) كَأَنَّهُمۡ حُمُرࣱ مُّسۡتَنفِرَةࣱ (٥٠) فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ (٥١) }
[سُورَةُ المُدَّثِّرِ: ٤٩-٥١]
القسم الثاني /الذين لا يتحملون سماع الذكرى بآذانهم ولكن آذانهم غير أمينه فلا توصلها إلى القلوب لأن القلوب قد طبع عليها وهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله فيهم :
{ وَمِنۡهُم مَّن یَسۡتَمِعُ إِلَیۡكَ حَتَّىٰۤ إِذَا خَرَجُوا۟ مِنۡ عِندِكَ قَالُوا۟ لِلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَهۡوَاۤءَهُمۡ }
القسم الثالث / الذين يفضلون في الذكرى فيسمعونها من دون بعض الناس دون بعض إذا سمعوا مذكرا يعجبهم نسبه أو مستواه هل هو من جماعتهم أو معروف لديهم أو يعجبهم حتى مجرد صوته أو حسن بلاغته استمعوا إليه وإذا سمعوا غيره أعرضوا عنه وهؤلاء مرضى القلوب الذين أنكروا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن المبين فأنزل الله في ذلك
{ وَقَالُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلࣲ مِّنَ ٱلۡقَرۡیَتَیۡنِ عَظِیمٍ (٣١) أَهُمۡ یَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَیۡنَهُم مَّعِیشَتَهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضࣲ دَرَجَـٰتࣲ لِّیَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضࣰا سُخۡرِیࣰّاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ (٣٢) }
[سُورَةُ الزُّخۡرُفِ: ٣١-٣٢]
هؤلاء المستكبرين هم من أهل مكة وأهل الطائف عندما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن لم يجدوا مطعناً في هذا القرآن وإنما أخذتهم الغيرة والحسد، وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فأجابهم الله أهم يقسمون رحمة ربك ،فخص الله محمد صلى الله عليه وسلم واختاره الله من بين الخلائق جميعاً وفضله وشرفه وكمله وجمله وأنزل عليه هذا القرآن الكريم.
القسم الرابع / الذين يسمعون الذكرى ولا يعرضون عنها ويعلمون أنها دواء قلوبهم وأنها غذائها وأنهم لا يستغنون عنها أبدا فهؤلاء هم المبشرون ببشارة الله والذين قال الله فيهم
{ فَبَشِّرۡ عِبَادِ (١٧) ٱلَّذِینَ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (١٨) }[سُورَةُ الزُّمَرِ: ١٧-١٨]
ولقد ميزهم الله سبحانه وتعالى ووصفهم بالإيمان ، قال تعالى. { وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ }[سُورَةُ الذَّارِيَاتِ: ٥٥]
{ سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ (١٠) وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (١١) }[سُورَةُ الأَعۡلَىٰ: ١٠-١١] أي من يخشى الله
{ وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (١١) ٱلَّذِی یَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (١٢) ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ (١٣) }[سُورَةُ الأَعۡلَىٰ: ١١-١٣]
{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِیَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَیۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةࣲ وَأَجۡرࣲ كَرِیمٍ }[سُورَةُ يسٓ: ١١]
{ وَٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ لَمۡ یَخِرُّوا۟ عَلَیۡهَا صُمࣰّا وَعُمۡیَانࣰا }
[سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٧٣]
فهؤلاء هم الذين يستمعون الذكرى فينتفعون بما نفعهم الله به مما سمعوا وهم مستعدون لسماع الذكرى مطلقاً ، ولا يميزون بين المنكرين ويعلمون أن العبرة بالقول لا بالقائل،وأن الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرفون الرجال بالحق
وبذلك يتلقون عن الله سبحانه وتعالى وعن الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوبهم مطمئنة تبحث عن الحق وهو ضالتها أينما وجدته أتبعته ولا يحول بينهم وبين ذلك صدورهم من أي طرف بل إذا سمعوا الحق قبلوه .
تعليقات
إرسال تعليق